الحمار الوحشي، حيوان جميل من العائلة الخيلية من شعبة الثديات، وهو يعيش في الجبال والهضاب، إضافة إلى المناطق شبه الصحراوية السهوب، وتعتبر إفريقيا موطن الحمار الوحشي، وقد عاشت أعداد ضخمة من الحمر الوحشية في أغلب أرجاء الشرق الافريقي، من جنوبي مصر حتى مستعمرة الكاب.
يتراوح ارتفاع الحمار الوحشي ما بين (1.6 - 1.4 م)، ويصل وزنه إلى )450 كغ( تقريباً، وتمتاز جميع أنواع الحمار الوحشي بشعر منسّق ومستقيم يغطي رقبتها.
هنالك ثلاثة أنواع من الحمير الوحشية يمكن التمييز بينها عن طريق الخطوط الموجودة على أجسامها، إذ تختلف تشكيلاتها وتنسيقها من نوع إلى آخر، وقد انقرض نوع الكواغة من الحمار الوحشي الذي كان يعيش في الجنوب الافريقي ولم يعد له وجود اليوم.
كما يعتبر الحمار الوحشي الذي يتواجد في المناطق الحارة الجافة شبه الصحراوية من الفصائل المهدّدة بالانقراض بسبب المنافسة مع الحيوانات الأخرى على مصادر المياه والأعشاب التي بدأت بالنضوب، إضافة إلى حملات الصيد التي تستهدف جلده الثمين الذي يستخدم في عدد من المصنوعات الجلدية، كما أن الحمار الوحشي الذي يعيش في الجبال يواجه خطورة أيضاً، حيث لا يتجاوز عدد القطعان المتبقية (6000) رأس.
وتغادر الذكور الصغيرة القطيع في سن يتراوح ما بين (1- 3) سنوات، لتقوم بالانضمام إلى القطعان المؤلفة من الذكور فقط، وعندما يصبح عمرها ( 5- 6) سنوات تحاول اختطاف بعض الإناث الصغيرة وتشكل قطيعاً جديداً قائماً على نظام الذكر الواحد.
أما الحمار الوحشي الذي يعيش في المناطق الحارة الجافة شبه الصحراوية، فإن لديه تنظيماً اجتماعياً مختلفاً، حيث يقوم الذكر البالغ بالدفاع عن مساحة أرضية معينة وتعتبر كل أنثى داخل هذه المنطقة زوجة له، ولهذا تشكّل مجموعات ضعيفة الرابطة.
الغذاء:
يتغذى حمار الوحش على الأعشاب بشكل رئيس، وهو يفضل الأعشاب الطويلة، كما أن الحمار الوحشي الذي يعيش في المناطق شبه الصحراوية يتغذى أيضاً على بعض الشجيرات.
ويعيش الحمار الوحشي مع قطعان من الحيوانات الأخرى التي تتغذّى على الأعشاب مثل الجواميس والغزلان، وتتساعد هذه الحيوانات في تأمين طرق الحماية لبعضها، كما أن تغذي الحمار الوحشي على الأعشاب الطويلة يؤدي إلى إزالتها من طريق الحيوانات الأخرى الباحثة عن الأعشاب الأقصر.
السلوك:
يعيش الحمار الوحشي في الجبال والهضاب على شكل قطعان عائلية، حيث تتواجد العديد من الإناث وصغارها، وتكون قيادة القطيع لأحد الذكور البالغين، الذي يقوم بحماية الإناث والصغار من الأعداء، وإذا قتل ذلك الذكر يتولّى ذكر آخر دوره في الحماية والقيادة.
تلد أنثى حمار الوحش في أي وقت من العام، يكون المولود الجديد قصير الجسم، كبير الأرجل، له خطوط بنّية اللون، وفي غضون دقائق من لحظة الولادة يبدأ الصغير المشي المترنّح قليلاً، وبعد مرور ساعة واحدة على الولادة، يصبح قادراً على الركض إلى جانب أمّه والرضاعة منها.
ويبدأ الصغير بقضم الأعشاب بعد مرور أسبوع واحد على ولادته، إلا أنه يستمر في رضاع حليب أمه مدة عام كامل .
وصغار حمار الوحش سريعة النمو؛ إذ يتضاعف وزنها عند الولادة في غضون عدّة أسابيع.
الطرائف:
لقد زوَّد الله الحمار الوحشي بوسيلة حماية مهمة فعندما يتجمع قطيع الحمير الوحشية وتختلط الخطوط التي على جسم أفراد القطيع، يصعب على أعدائه تحديد حيوان واحد منها والهجوم عليه، مما يعطي فرصة لهروب الحمير ويعدُّ الأسد وابن آوى العدو الأول للحمار الوحشي.
تعدّ الخطوط التي على جلد حمار الوحش بصمة خاصة بكل واحد من القطيع
سبحان الذي أتقن كل شيء خلقه
صراع بسيط قد يتطور إلى أمر خطير، ولكن من يدري ما السبب
موضوع: حمار الوحش 
